الخرطوم
وكالات:
أكد مسؤولون سودانيون نجاة 171 راكباً كانوا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السودانية التي احترقت خلال هبوطها في مطار الخرطوم امس الاول ومقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، في حين ذكرت مصادر الشرطة أن الحادث نجم عن أسباب فنية.
وقال رئيس الخدمات الطبية بمطار الخرطوم محمد عثمان محجوب إن بعض الركاب ربما يكونون قد نجوا وغادروا منطقة المطار أثناء الفوضى التي نجمت عن اندلاع النيران بالطائرة مشيرا إلى أن السلطات طلبت من المغادرين الاتصال بها للمساعدة في وضع إحصاء دقيق للقتلى والناجين.
وقالت مصادر طبية إن المشرحة المحلية استقبلت 28 جثة فيما أفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا فرق الإنقاذ وهي تستخرج خمس جثث أخرى من وسط حطام الطائرة بعد شروق الشمس. وأوضح المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين أن ما بين خمسين وستين شخصا لم يُعرف مصيرهم حتى الآن. وأكد العادل عجب نائب مدير الشرطة أن عملية استخراج الجثث من الطائرة جارية ووصفها بأنها ''عملية صعبة'' مضيفا أن بعض الجثث محترقة تماما، كما أشار إلى وجود أشلاء جثث.
وقال محمد عثمان نور قائد شرطة الخرطوم إن الطائرة وهي من طراز ''ايرباص ''310 كانت تعاني من ''خلل'' سمح للنيران بالانتشار سريعاً فيها، متجنباً تأكيد حصيلة القتلى أو تحديد مصير سائر الركاب الذين كانوا على متنها.
وأوضح مسؤول سوداني امتنع عن كشف هويته أن المدرج المبلل والموحل بجانب عدم اتخاذ الطيار الاحتياطات اللازمة في مثل هذه الأحوال الجوية، ربما ساهما في الحادث الذي وقع بعد ارتطام الجناح الأيمن بالأرض وانحراف الطائرة.
وكانت الأنباء قد تضاربت عن عدد القتلى جراء تحطم الطائرة، فقد ذكر التلفزيون السوداني، نقلاً عن مسؤولين في الخرطوم، مصرع مائة راكب على الأقل، من بين الركاب الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة، والذين يُقدر عددهم بنحو 203 ركاب.
في غضون ذلك بدأت السلطات السودانية التحقيق في حادث احتراق الطائرة بمشاركة فريق من شركة ايرباص لصناعة الطائرات. وكانت هيئة الطيران المدني السودانية قد اعلنت تشكيل لجنة من 12 عضوا للتحقيق في الحادث، وقالت الهيئة إن البحث جار عن ''الصندوق الاسود'' الخاص بالطائرة والذي يسجل كل الاتصالات التي اجريت ومن والى الطائرة الى لحظة تحطمها. وأوفدت الشركة المنتجة لطائرات ايرباص خمسة من خبرائها من مقرها في مدينة تولوز الفرنسية لمساعدة السلطات السودانية في التحقيق.
ونفى مسؤول بهيئة الطيران المدني السودانية وقوع انفجار جديد امس في الطائرة . وأوضح أن ''ما حدث عبارة عن احتكاك مع بعض الأنقاض الطائرة أدى إلى اشتعال النيران في الوقود المتبقي مما أدى إلى إصابات طفيفة وسط الفنيين والعمال الذين كانوا يقومون بإزالة الأنقاض''.
وأعلنت هيئة الطيران المدني عن فتح الأجواء أمام الملاحة الجوية الدولية. وقالت الهيئة إنها أنجزت إجراءات وزن الأمتعة لأربع رحلات مغادرة للخليج هي الخطوط الجوية القطرية وطيران الخليج وطيران الاتحاد وطائرة الخطوط الجوية السودانية التي غادرت الساعة الثالثة ظهرا بالتوقيت المحلي إلى الشارقة فيما استقبل المطار أول رحلة من الخطوط الجوية السعودية في الساعة الثالثة والثلث بتوقيت السودان.
من جانبه قال أحد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأردنية إنه لا يوجد أردنيون على متن الطائرة السودانية . ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن أحمد احمد مبيضين رئيس الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية إن وزارة الخارجية أجرت اتصالات مع السلطات في مطار الملكة علياء الدولي الذين وأبلغوا بعدم وجود ركاب أردنيين على متن الطائرة السودانية.
وذكرت مصادر مطلعة أن الطائرة بدأت رحلتها من مطار الملكة علياء الدولي وتوقفت في دمشق قبل أن تتوجه إلى الخرطوم.
الى ذلك عبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن تعازيه لأسر ضحايا الطائرة السودانية وقال ''أود التعبير في ضوء هذه الظروف المحزنة عن تعاطفي العميق مع أسر المنكوبين باسمي وباسم فرنسا وعن عزائي الصادق لهم''.وأضاف الوزير الفرنسي: ''نشاطر الشعب السوداني آلامه وأحزانه''.